[هذه النصوص للكاتب السوري الكبير زكريا تامر من صفحة “المهماز” التي يكتبها على الفيسبوك. تنشرها “جدلية” بالاتّفاق مع الكاتب وبمناسبة ترجمتها إلى الإنكليزية من قبل الشاعرة الأمريكية االمعروفة مارلين هاكر. يمكنكم قراءة الترجمة هنا]
“من أنت؟”
من هو السوري؟
السوري هو مواطن مغمور ليس ذائع الصيت اختار الموت والسجن والصبر على العذاب والهوان طريقاً إلى الحرية..
والسوري هو مواطن يقيم خارج سوريا ومواطن يقيم بداخلها ويتأهب للخروج منها إذا استطاع، وما يوحد بين الداخل والخارج هو الكره للطغاة وأنظمتهم من الألف إلى الياء.
**********
“الصغير مأكول والكبير مأكول”
ابتلع اللص الكبير لصوصاً صغاراً، فتبادل الناس النظرات المغتبطة، وتهامسوا قائلين : العدالة تأتي دائماً متأخرة، واللص الكبير سيبتلعه اللص الأكبر، واللص الأكبر ستبتلعه دماء الشهداء.
***********
“العميان”
أمر الشيخ محمود تلاميذه الصغار بالذهاب إلى النافذة والنظر إلى السماء، فتراكض التلاميذ نحو النافذة، فسألهم الشيخ محمود : ماذا ترون في السماء؟
قال التلاميذ : طائرة تطير.
قال الشيخ محمود :" إنظروا جيّداً . ماذا ترون أيضاً ؟
قال التلاميذ : نرى غيوماً وشمساً.
فقال الشيخ محمود متسائلاً بإلحاح : ماذا ترون أيضاً غير الشمس والغيوم والطائرة؟
فحدّق التلاميذ إلى السماء، وقالوا بثقة : لا شيء غير الشمس والغيوم ، والطائرة إختفت.
فقال لهم الشيخ محمود بصوت مملوء بالغيظ : لا فائدة فيكم .كأنّي أعلّم عمياناً لا يبصرون.
وعندما خرج التلاميذ الصغار من المدرسة، ساروا في الشوارع وهم يتخيّلون أنّهم متسولون عميان يطرقون كلّ الأبواب مستجدين، فلا يفتح لهم أيّ باب، ونظروا إلى السماء ، فلم يروا إلاّ الغيوم والشمس.
*********
“ما يبقى”
كل كاتب هو ما كتبه فقط لا أكثر ولا أقل، وكل ضجيج آخر لا قيمة له ورمال تساند رمالاً. واليوم يقتحم الساحات السورية كتّاب يتأوهون التأوه الزاعم الزاعم تأييده للثورات، ولكن كل ما كتبوه قبل الثورة لا يتعدى الوشوشة والوساوس في الغرف المغلقة والنساء الموشكات على التعري، فهم ما كتبوه فقط وليس ما ادّعوه.
********
“لا تستحوا”
الكاتب : سأكتب عن ازدياد عدد المتسولين، وأتناول أسبابه بالتحليل العميق.
القلم : لماذا لا تكتب عن رجال يمنعهم حياؤهم من الانضمام إلى المتسولين؟
********